عائلات قويّة متماسكة وسعيدة
إن العائلات القويّة المتماسكة والسعيدة، تخلق شعورا بالرفاه ضمن العائلة، ولدى كلّ فرد من أفراد العائلة. السعادة والرفاه تشمل أيضا صحّة الشخص الجسدية والعقلية والعاطفية والإجتماعية. تقوم العائلات القويّة المتماسكة والسعيدة بتشجيع كلّ فرد من أفرادها، وتدعمه لكي يكون شخصا متفائلا مفعما بالأمل. ويسعون جادين معا لتحقيق هذه الغاية بصورة إفرادية أو مجتمعين كعائلة .
وفي العائلات القويّة المتماسكة والسعيدة يشعر كلّ فرد من أفرادها بأن له الحقّ في أن يشعر بالأمان والإرتياح وبالسعادة وبأنه شخص محبوب. وتقع على الأهل مسؤولية أن يعطوا أولادهم القدوة الصالحة ويكونون لهم المثال الأعلى لكي يحتذوا بهم، وأن يؤمنوا لهم مناخا مريحا يقوّي حياتهم وينعشها فيستطيعون فيه أن يعملوا جادين للتقدّم وتحقيق ما يسعون إليه.
يُعرّف مشروع الأبحاث الخاصة بقوى العائلةThe Family Strengths Research Project ، مُحددا ثمانية قوى متوفرة ومتواجدة بصورة عامة لدى العائلات القوية المتماسكة والسعيدة وهذه القوى هي :
:التواصل
إن العائلات القويّة المتماسكة والسعيدة تقدّر وتثمّن عاليا التواصل المنفتح والتفاهم الثنائي المتبادل. وهذا يعني أن الأهل والأولاد يحرصون على التأكد من واقع أن كلّ فرد من أفراد
العائلة يصغي إلى ما يقوله كلّ واحد منهم ، وأن له الحقّ والفرصة في أن يقول ما يريد أن يقوله.
العائلات القوية المتماسكة والسعيدة تخلق الفرص لجميع أفراد العائلة ككل للمشاركة في المناقشات حول القضايا اليومية وكذلك توفير الفرص لمناقشة المواضيع والمشاكل.
التضامن والوقوف جنبا الى جنب
التضامن والوقوف معا جنبا الى جنب ، من شأنه أن يخلق " الغراء" اللاصق لمساعدة العائلات على تكوين الشعور بالإنتماء والإنتساب. التضامن والوقوف معا جنبا الى جنب، معناه المشاركة في نفس القيم والمعتقدات والمبادىء الخلقية. وينظر الى الأولاد على أنهم أعضاء مهمّين في العائلة ويكون لديهم الشعور القوي بالإنتماء الى العائلة.
إن أفراد العائلات القوية المتماسكة والسعيدة يقفون متضامنين جنبا الى جنب في رحلة الحياة كلّها.
المشاركة في النشاطات
تتشارك العائلات القوية المتماسكة والسعيدة في الأشياء والأمور وتقوم بها كلّها معا، ويُمكن أن تشمل هذه الأمور ما يلي: الرياضات، ممارسة الألعاب، قراءة القصص، تمضية الأوقات معا، وهي تتقاسم وتتشارك في الهوايات وفي الفرص والعطلات. وكلّما كبُر الأولاد كلّما كانت الحاجة الى المزيد من التفكير الخلاق بغية إبقاء الأولاد مشاركين في نشاطات العائلة. وتشمل الإقتراحات المفيدة في هذا المجال، العمل على دعوة أصدقاء الأولاد البالغين والكبار الى المشاركة في النشاطات العائلية وخلق بيت للشباب يتسم بالودّ والصداقة حيث يُشجّع أصدقاء الأولاد البالغين على المجيء والمشاركة فيها بفعالية وحيوية.
العاطفة والحنان
تظهر العاطفة والحنان من خلال المشاركة الحقيقية في المشاعر والأحاسيس وذلك من خلال المعانقات والملاطفات والقبلات. إن أفراد العائلات القويّة المتماسكة والسعيدة يخبرون بعضهم البعض، بعفوية، بما يشعرون به، ويأخذون بعين الإعتبار مشاعر الآخرين ويبدون الرعاية والإهتمام والتفكير بمصلحة كلّ فرد منهم وخيره وإهتماماته.
الدعم والتشجيع
كلّ عضو من أعضاء العائلات القويّة المتماسكة والسعيدة، يعرف تمام المعرفة أن باقي أعضاء العائلة سيكونون دائما الى جانبه للعناية والإهتمام به. ولا يوجد في العائلات القويّة المتماسكة والسعيدة أي حرج إطلاقا في طلب المساعدة والدعم .
القبول
إن أعضاء العائلات القوية المتماسكة والسعيدة يُظهرون الإحترام والتقدير لتمايزات وإختلافات كلّ واحد منهم، فلا يتمّ التشجيع على التزاحم والمضاربة بين أفراد العائلة، وأن كلّ فرد من أفراد العائلة يعترف ويقيّّم عاليا فرادة الآخرين ويحترم وجهات نظر الآخرين وهم يسامحون بعضهم البعض ويفسحون المجال لهم في نطاق مجالهم الخاص.
الإلتزام
إن أفراد العائلات القوية المتماسكة والسعيدة ملتزمون وأوفياء لباقي أعضاء العائلة ككلّ. ويشعر كلّ فرد من أفراد العائلات القويّة المتماسكة والسعيدة بأنهم في آمان مع بعضهم البعض ويثقون ببعضهم البعض ويحفظون الوعود والعهود.
المرونة والتأقلم مع المتغيّرات
توجد لدى أفراد العائلات القوية المتماسكة والسعيدة إمكانية المرونة على التأقلم مع الظروف المتغيّرة، ولديهم تصرّفات ومواقف إيجابية تجاه أية تحدّيات قد تحصل. وكذلك فإن أفراد العائلات القويّة المتماسكة والسعيدة يتحدّثون عن الأشياء بشفافية وثقة، ويعملون على رفع معنويات باقي أفراد العائلة وآمالهم، وهم يتماسكون ويتعاضدون في الصعوبات والشدائد وهم ، كعائلة متماسكة، يتعلّمون من هذه المحن ويتابعون المسيرة.
إن العلاقات في ما بين البالغين والأولاد في العائلات القويّة المتماسكة والسعيدة، علاقات مُغذّية ومثمرة وداعمة وهي علاقات طيّيبة وعادلة، وفي هذا المناخ يتكوّن لدى الأولاد الشعور القوي بأهميتهم ضمن العائلة وبإنتمائهم إليها.