فهم التواصل لدى طفلك

يمكن أن يكون إدخال الطفل الجديد الى البيت مصدر إثارة ونشوة، ويُمكن أن يكون مصدر خوف وهلع للأهل وللطفل معا.

إن المهمّة الرئيسية لتربية الطفل الجديد هي التأكد من أن حاجات الطفل يتمّ تلبيتها كما يجب. إن حاجات الطفل الجديد هي أساسية جدا: إن الأطفال الصغار يجوعون، يتعبون ويشعرون بعدم الإرتياح.

إن بعض الأشياء والأمور التي تجعل الطفل غير مرتاح تشمل ما يلي:

  • إحساس الطفل بالحرارة الشديدة أو بالبرد الشديد؛
  • كون الأطفال الصغار بحاجة الى تغيير حفاظاتهم؛
  • أن يكون الطفل موجوعا ( الإحساس برعيان وحكّة في الأذن، وجع في المعدة، وبالنسبة للأطفال الأكبر عمرا فقد تشمل هذه الأمور أيضا:
  • الإحساس بالخوف والوحدة والضجر
  • ان تكون صحّتهم غير متعافية ( ربما شعور بإرتفاع درجة حرارة الجسم)

وتوجد لدى الأطفال طُرق متعدّدة يلجأون إليها لكي يلفتوا إنتباه أهلهم لهم ويبلّغونهم حاجاتهم. ويتعلّم الأهل، مع مرور الوقت، ماذا تعني هذه الإشارات وكيف يجب التجاوب معها. في البداية، ومع أنه أمر سهل القيام بتجاهل هذه الإشارات أو سوء فهمها، فقد يتطلّب الأمر بعض الوقت لكي يتمّ التوصّل الى حلّ رموز الإشارات التي يرسلها الطفل فتصبح واضحة ومفهومة.

لماذا يبكي الأطفال

إن الإشارة الرئيسية التي يستعملها الطفل لكي يلفت الإنتباه إليه هي البكاء. سوف يتعلّم الأهل عاجلا أن الطفل يستعمل أنواعا مختلفة من البكاء لمختلف حاجاته. يبكي الأطفال فقط عندما يكونون بحاجة الى شيء ما.

لا يبكي الأولاد لكي يقوموا فقط بإزعاج الأهل أو لإثارة أعصابهم، لأن الأطفال بإستطاعتهم أن يشعروا فقط، ولكنهم ليسوا قادرين على التفكير والتوقّع والمناورة. فهم لا يعرفون كيف يؤثر بكاءهم على الآخرين، كلّ ما يعرفونه هو أنهم بحاجة الى شيء ما، وأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي لديهم لكي يدعوا شخصا ما يعرف ما هم بحاجة إليه. يبكي الطفل لكي يؤمّن بقاءه حيا، لذلك يتوجّب على الأهل أن يتجاوبوا مع هذه الإشارات.

وكلّما تعلّمت المزيد عن طفلك فإنك ستتحقّق بأن الأطفال يتواصلون مع الآخرين من خلال طُرق أخرى أيضا.

إن مراقبة وجه الطفل يُمكنها أن تكشف للناظر الطُرق المختلفة التي يستعملها الأطفال لكي يتواصلوا مع الآخرين. يتعلّم الأهل قراءة هذه الطرق ويستشعرونها ويفهمون بصورة مُسبقة حاجات الطفل قبل أن يحتاج الطفل للجوء الى البكاء.

إن وجوه الأطفال معبّرة جدا فهي مُهيأة لخلق خطوط " القلق " فوق أنوفهم، وهي الدلالة الأولى لدى بعض الأطفال من أن الحفاظات يجب تغييرها بصورة عاجلة. وكذلك فإن أفواه الأطفال الصغار فيها الكثير من المقدرة على التعبير وأن الأطفال سوف يقطّبون ويثنون شفاههم ويستعملون لسانهم للتعبير والتواصل.

بالإضافة الى إستعمال الأطفال وجوههم للتعبير، فإنهم يستعملون أيضا أيديهم وخاصة قبضات أيديهم للدلالة على أنهم بحاجة الى شيء ما. يتعلّم الأهل التعرّف على أن قيام الطفل بإطباق قبضات يديه تعطي الدلالة على وجود نوع من عدم الإرتياح لديه أو الشعور بالجوع. ويستعمل الأطفال أيضا كلّ جسمهم لتنبيه الأهل الى حاجاتهم الملحّة وغالبا ما يقوّسون ظهورهم ويلبطون بأرجلهم.

القيام بالتواصل مع طفلك

وكما يقوم الأطفال بالتواصل معنا، فإننا نحتاج أيضا الى أن نتواصل معهم. لقد نبّهت الأبحاث الأهل الى أهمية التكلّم، والضحك والقراءة مع الأطفال.غالبا ما يجد ألأهل أن التحدّث مع الأطفال والقراءة لهم، تبدو وكأنها عمل ساذج عندما لا يتجاوب الطفل بالكلام. ومع ذلك فعندما لا يجاوب الطفل أو يتجاوب يتعلّم الأهل الإشارات التي من خلالها يفهمون ما هي حاجات الطفل، فإن الطفل يعطي بدوره إشارات جوابية في محاولاته للتواصل معهم.

فالأطفال الذين تمّ التكلّم معهم أو القراءة لهم يقومون غالبا بمواصلة التحديق الى الشخص الذي يتحدّث معهم وقد يضحكون ويجذلون طربا، أو قد يقومون بأصوات أخرى, وربّما يقومون بإجراء التواصل والتجاوب عن طريق تحريك أيديهم ( ولكن ليس بشدّ قبضتي اليدين) ويشيرون بأصابعهم المفتوحة وربما يمدّون أيديهم ليلعبوا ويداعبوا أقدامهم.

يستمتع الأطفال لدى العمل على تحفيزهم بواسطة أشياء تثير إنتباههم وتلفت نظرهم، وهنا أيضا، فإنهم يتجاوبون ويعبّرون عن سرورهم من خلال تعابير وجوههم وأجسادهم. هذا التواصل المتبادل بالإشارات بين الأهل والطفل هي بداية العناية والرعاية والعاطفة الوالدية التي يُمكن للأهل وللطفل الإستمتاع بها معا.

إن الملامسة هي إشارة مُهمّة للتواصل بين الأهل والطفل. قد يتعلّم الأهل كيف يقومون بتدليك جسم طفلهم ويتعلّمون من خلال تعابير وجه الطفل ولغة الجسم لديه، ما هي الأشياء التي يحبّها الطفل وما هي الأشياء التي لا يحبّها. إن العناية والملامسة العاطفية كالمداعبات والمعانقة وكذلك مختلف أنواع وطرق حمل الطفل وخاصة بغية إشعاره بالراحة والطمأنينة هي أيضا طريقة مُهمّة للتواصل وتزيد في روابط العاطفة بين الطفل وألأهل.