رعاية الأولاد عندما يكون كلا الوالدين في العمل

إن إجراء التوازن بين متطل~بات العمل المتضاربة من جهة، والعائلة من جهة ثانية، غالبا ما تشكّل تحدّيا كبيرا وخاصة عندما يعمل الوالدان في آن معا. إن أيلاء بعض الإعتبارات والتخطيط بعناية من أجل العائلة وحاجات الأولاد هو أمر مهمّ جدا ويُمكن أن يُخفّف الإرهاق الذي ينشأ نتيجة الإنشغال في العمل وحياة العائلة.

إن إختيار شكل خدمة رعاية الطفل الخاصة بولدكم في أثناء قيامكم بالعمل هو من أهم الإعتبارات التي يجب أن تولوها الإهتمام الكافي. إذا كان عندكم أولاد في عمر مرحلة ما قبل المدرسة، فإن إختيار رعاية الطفل التي تناسبكم و تلبّي، بطريقة أفضل، حاجات ولدكم، هو أمر حيويّ ومُهمّ جدا. وإذا كان عندكم أولاد في عمر المدرسة، فقد يحتاجون الى رعاية قبل وبعد دوام المدرسة. هناك أنواع مختلفة من الرعاية المتوفّرة، وخاصة للأولاد الذين في عمر ما قبل المدرسة بما في ذلك في العائلة الموسّعةExtended Family ، أو العناية بواسطة أشخاص آخرين، في جوّ يشبه الجوّ المنزلي، وهناك أيضا أنواع مُتعدّدة من الرعاية المتواجدة في المراكز المتخصّصة بذلك.

حاولوا أن تختاروا معا نوع العناية المناسبة لولدكم. فكّروا في أمر من سيقوم بعملية أخذ الولد الى مركز الرعاية ومن سيقوم بإعادته من مركز الرعاية أو من المدرسة. تحدّثوا معا في موضوع من منكما لديه مرونة أكثر في عمله، ومن منكما يستطيع أن يقوم بإجراءعملية توافق في ساعات عمله وتعديلها لكي تتلاءم مع حاجات الولد. إذا كان أحد الوالدين قادرا على فعل ذلك، فإنه يجب النظر في ما يُمكن للطرف الآخر أن يقوم به بشكل يتمّ فيه التقاسم العادل في أعباء ومُهمّات رعاية الأولاد والعائلة.

يُمكن أن تُصبح العناية بالولد المريض مصدر قلق وإنزعاج كبيرين بالنسبة للوالدين اللذين يعملان. لا يُمكن تلافي أو تدارك أمر أن يمرض الأولاد. ويكون مفيدا جدا أن يكون هناك شخص بالغ واحد أو أكثر، وربما أفراد العائلة، الذين يُمكن أن يكونوا جاهزين، عند الحاجة وإذا إقتضى الأمر، لكي يقوموا بتقديم الرعاية والعناية بالأولاد عندما يمرضون.

عندما يكون كلا الوالدين يعملان، فإنه يجب على كلّ واحد من الوالدين أن يُساهم بطريقة متساوية في رعاية الأولاد والعناية بهم وفي أمور التدبير المنزلي. ويحتاج الوالدان لتمضية وقت معا كزوجين، وأن يمضي كلُّ واحد منهما وقتا منفردا بنفسه، ووقتا آخر يُخصّص لتمضيته مع العائلة.

يحتاج الأولاد الى أن يشعروا بأنهم ينتمون الى عائلة وأنهم محبوبون بدون أية قيود أو شروط.

عندما يكون الوالدان يعملان في آن معا، فإن تقاسم ألأعباء والمهمّات المنزلية يكون أمرا مهمّاجدا. وأن الإستياء والإمتعاظ يمكنهما أن يتراكما إذ أحسّ أحد الوالدين بأنه يتحمّل وحده كلّ مسؤوليات الأعمال والمهمّات المنزلية اليومية. وبإستطاعة الأولاد الكبار، الذين لم يعودوا أطفالا صغارا، أن يساعدوا في القيام ببعض الأعمال المنزلية أو ربما أن تقوم العائلة كلّها معا بتنفيذ المهمّات المنزلية وذلك لفترة عدّة ساعات متتالية من صباح يوم السبت مثلا، تاركين بقية فرصة نهاية الأسبوع حرّة ومؤمنة لكي تقوم العائلة بالنشاطات العائلية أو الفردية.

في العائلة حيث يعمل الزوجان في آن معا، كلّ واحد من الوالدين هو بحاجة الى وقت خاص به وحده، وذلك في الوقت الذي يكون الوالد الآخر مسؤولا عن رعاية الأولاد. وهذا من شأنه أن يوفّر للوالد الآخر الوقت لكي ينصرف الى تمضيته في هواية أو نشاط خاص به، أو فقط لكي يحظى بإستراحة وينال قسطا من الراحة.

عندما يكون كلا الوالدين يعملان في آن معا، فقد يكون من الصعوبة أن يجدا الوقت لكي يُمضيانه معا كزوجين. يشعر بعض الأهل، بأن هذا هو الوقت الآخر الذي يجب أن يجدا فيه من يهتم بالأولاد ويعتني بهم، بدل أن يظلا بنفسيهما مع الأولاد. الأهل هم بحاجة ماسة لوقت يصرفانه معا لكي يتمتّع كلّ واحد منهما بصحبة الآخر، وبإلتقاط ما فاتهما من أوقات لنشاطات البالغين.