فهم النموّ العاطفي عند ولدآم
عندما نتحدّث عن النموّ العاطفي، فإننا نقصد بذلك نموّ قدرة الأولاد على القيام بالأمور التالية:
- تحديد مشاعرهم الخاصّة وفهمها،
- قراءة واضحة ودقيقة لمشاعر الآخرين وفهمها،
- حسن إدارة ما يحسّون به بطريقة ملائمة،
- وضع شكل محدّد للطريقة التي يتصرّفون بها،
- تنمية التعامل الودّي مع الآخرين، و
- بناء علاقات جيّدة مع الأصدقاء والعائلة والآخرين، والحفاظ عليها،
منذ ولادتهم، ينمّي الأولاد، وبسرعة فائقة، إمكانياتهم على إختبار الإنفعالات المختلفة والتعبير عنها، وينمّون آذلك مقدرتهم على التأقلم والتعامل مع مجموعة منوّعة من المشاعر.
التعامل مع المشاعر وإدارتها
إن مقدرة الأولاد على التعامل مع مشاعرهم ووضع الطريقة التي تمكّنهم من التصرّف بشأنها، هي جزء مهمٌ وأساسي جدا في نموّ هم، وغالبا ما تكون هذه مصدر قلق وإهتمام الأهل.
لا يبدأ الأولاد حياتهم وهم مجهزون بالمقدرة الكافية للسيطرة على الطريقة التي يشعرون بها. فهم ينفعلون جدا بالمشاعر والأحاسيس القويّة ولا يستطيعون السيطرة على أنفسهم لتهدئتها. ويحتاج الأطفال والأولاد الصغار للأهل لمساعدتهم على القيام بذلك.
غالبا ما يحسّ الأولاد الصغار بالإحباط وبخيبة الأمل لأن هناك هوّة آبيرة تفصل ما بين الأشياء التي يريدونها حقا والأشياء التي يستطيعون في الواقع عملها أو الحصول عليها. وهذا ما يؤدي لديهم،غالبا، الى ثورة غضب مزاجية.
إن المشاعر والتصرّف مرتبطة بعضها ببعض إرتباطا وثيقا. فعندما تكون المشاعر ليست مضبوطة بشكل جيّد، فإن مقدرة الأولاد على التفكير يُمكن أن تتعطّل وتتأثر. وآنتيجة لذلك فإن الأولاد يتصرّفون إستنادا إلى مشاعرهم ولكن بدون أي تفكير.
وحين يبدأ الأولاد في الذهاب الى المدرسة، يكونون قد أصبحوا أآثر علما ومعرفة بمشاعرهم الخاصة، وبمشاعر الآخرين أيضا ويكونون قادرين بصورة أفضل على ربط أفكارهم بمشاعرهم، ويستطيعون إستعمال الكلمات لوصف مشاعرهم. ولذلك فهم، في هذه الحال، يستطيعون أن يغيّروا أو يضعوا شكلا أو هيكلية جديدة لطريقة إحساسهم. وأن مقدرة الأولاد على تغيير مشاعرهم والتأقلم معها، تعني، على الأغلب، بأنهم يقبلون، بطريقة أفضل، الإحباط وخيبة الأمل، ويستطيعون أن يُلغوا أو يؤجّلوا الأشياء التي يريدونها حقا، وبالتالي فهم قادرون على تهدئة أنفسهم بأنفسهم.
العلاقات والروابط مهمّة جدا في مشاعر الأولاد
إنّ النموّ العاطفي عند الأولاد يتأثر بشكل آبير جدا بنوعية العلاقة التي تنشأ بينهم وبين أهلهم. وإن الطريقة التي يتجاوب فيها الأهل مع ولدهم لها تأثير آبير جدا على الطريقة التي سينمو بها الولد عاطفيا.
يتعلّم الأولاد طريقة التعامل مع إنفعالاتهم ومشاعرهم عن طريق مراقبة آيف يعبّر بقية أفراد العائلة عن مشاعرهم وآيف يتعاملون معها. فالأهل إذن يلعبون دورا مهما وأساسيا جدا في قولبة آيفية التجاوب مع المشاعر القويّة.
ويحتاج الأولاد الى المساعدة والخبرة، لكي يتمكّنوا من معرفة آيفية التعامل مع مشاعرهم.
دعم النموّ العاطفي عند ولدآم
حافظوا على الجوّ العاطفي في المنزل، هادئا ودافئا وتحت السيطرة ضمن الحدود المتوقعة. إقبلوا وأعترفوا بوجود مشاعر ولدآم.
إقرأوا القصص للأولاد وتحدّثوا معهم عن المشاعر المختلفة وعن أبطال القصّة في الكتاب وما هي أحاسيسهم .
فالتحدّث عن المشاعر والأحاسيس يساعد الأولاد على أن يفهموا بصورة أفضل أحاسيسهم ومشاعرهم الخاصة.
ساعدوا أولادآم على أن يعبّروا عن مشاعرهم بالكلمات، مثلا: "يبدو أنكم تشعرون الآن بالإخفاق وخيبة الأمل".
شجّعوا الأولاد على التحدّث عن الحالات التي تجعلهم يشعرون بالإنفعال، بالإثارة، بالسعادة، بالغضب أو بالقلق. أثنوا على الأولاد لأنهم لم يفقدوا السيطرة على مشاعرهم وعلى بقائهم هادئين.
ساعدوا الأولاد على الفصل ما بين المشاعر والتصرّف. – "أنا أعرف أنك تشعر بالغضب ولكن ليس مسموحا أبدا أن تضرب."
ساعدوا الأولاد على فهم الفرق بين مشاعرهم الخاصّة ومشاعر الناس الآخرين – " أنا أعرف بأنك مُحبطٌ الآن، ولكن ما تقوم أنت به الآن، يجعل شقيقتك تشعر بالحزن".