أهميّة رعاية الوالدين في نموّ الدماغ لدى ألأولاد

يأخذ الدماغ البشري بعض الوقت لكي ينمو، فعند الولادة يكون الدماغ قد نما بشكل يمكّنه بأن يقوم بتنفيذ بعض الوظائف الحياتية الضرورية – آالتنفّس، المحافظة على الدقّات المنتظمة للقلب، المصّ والنوم. أما النواحي الأخرى لوظائف الدماغ فهي تستغرق عدّة سنوات لكي تنمو وتتطوّر.

إنّ معرفة المزيد عن نموّ دماغ ولدآم، هي الطريقة الوحيدة لكي تفهموا آيف يفكّر الأولاد، وآيف يشعرون، وآيف يتصرّفون. إن لدى الأطفال الصغار مهارة محدودة للتفكير وفهم الأمور، إنهم لا يستطيعون إجراء الترابط بين أحاسيسهم وأفكارهم وتصرّفاتهم خلال السنوات المبكّرة من حياتهم. وأنّ الأقسام الخاصة في الدماغ التي تُناط بها هذه النواحي من الترابط والعقلنة، تكون "مُطفأة" بمعنى أنها ليست عاملة أو في وضع يمكن أن تعمل فيه وذلك في سنوات الطفولة المبكّرة.

إن فهم آيفية نموّ أدمغة الأولاد تُعطي أجوبة أو فكرة واضحة وعميقة على أسئلة الأهل الذين يطرحون السؤال لماذا؟ لماذا يفعل الأولاد ما يقومون بفعله؟

لماذا لا يُصغون لما يُقال لهم؟

لماذا يجب عليّ أن أردّد نفس الكلام مرّات ومرّات؟

الدماغ الذي ينمو

إنّ الجينات البشرية والبيئة تتفاعل معا في آلّ مراحل نموّ الدماغ وتطوّره، ولكنها في الوقت نفسه تلعب أدوارا مختلفة تماما. الجينات البشرية تكون مسؤولة بطريقة آبيرة عن التصميم الأساسي لشبكة الإتصالات في الدماغ، أما التجربة أو الخبرة، فهي مسؤولة عن التنظيم الدقيق وعن تقوية الترابط الوظيفي داخل الدماغ.

فدماغنا يتغيّر بإستمرار متجاوبا مع التجارب التي سبق أن عشناها. وأن أدمغة الأولاد هي أآثر ما يلفت النظر بإعجاب لأنها مطواعة ومرنة، وخاصة في السنوات المبكّرة من عمرهم، ومع ذلك فإن الدماغ يبقى مطواعا ومرنا طيلة فترة حياة الإنسان، ويتشكّل أو هو يُعيد تشكيل ذاته، بقدر ما نستمرّ في التأقلم مع التجارب التي نُصادفها والعلوم الجديدة التي نتعلّمها.

"Neurons" ، يتألف الدماغ من عدد من الأقسام والمناطق التي يقوم آلّ منها بوظيفة مختلفة. إنّ الخلايا العصبية في الدماغ هي بمثابة الأسلاك التي توصل مختلف مناطق الدماغ وأقسامه بعضها ببعض. وإن عدد التوصيلات وآيفية تنظيمها، تؤثّر على آيفية فهمنا للأمور أو ما نستخلصه من تجاربنا، وعلى آيفية فهمنا للروابط والعلائق، وعلى آيفية تذآّرنا للأشياء وتعلّمها.

تنمو أجزاء مختلفة في الدماغ في أوقات ومراحل مختلفة من العمر، وضمن ترتيب دقيق ومحدّد، وعليه فإن تجارب مختلفة لدى الأولاد تكون مهمّة في أعمار مختلفة وذلك لتقوية آلّ قسم من أقسام الدماغ.

أنتم النحاتون الفاعلون في نموّ دماغ ولدآم

إن أدمغة الصغار تكون حسّاسة جدا تجاه التجربة. فالتجارب السابقة والظروف البيئية لها تأثيرٌ قويٌ على أدمغة الأولاد. لهذا السبب فإن العائلات تُساعد جدا على إعطاء الشكل البيولوجي لتكوين أدمغة الأولاد.

ولذلك فإن العلاقات الداعمة والمشجّعة والراعية والمستمرة بين الأولاد وأهلهم هي المفتاح لنموّ صحّي سليم للدماغ.

رعاية النموّ الصحّي والسليم للدماغ وتعهّده

إن الملامسة الحسّية، والحمل، والمؤاساة والتشجيع، والهزهزة والغناء والتحدّث الى الأطفال الصغار تُُعطي أدمغتهم النامية تحفيزا وتشجيعا ضروريين وهامين.

تحدّثوا مع أولادآم، وأقرأوا لهم في طفولتهم.

إعطوهم فرصا آثيرة لكي يردّدوا العبارات والحرآات وشجّعوهم على التمرّن لأن ولدآم بذلك يكتسب مهارات جديدة، وهذا ما يساعد على تقوية التوصيلات داخل الدماغ.

إلعبوا مع أولادآم بقدر ما تستطيعون الى ذلك سبيلا.

شجّعوا الأولاد على القيام بالنشاطات البدنية مثل الشقلبة والتقلّب الجسماني البهلواني، رآوب الدراجات، اللعب بالكرة، القفز والرآض.

إدعموا وشجّعوا الأولاد على أن يكونوا سُعداء ومتفائلين.

أقيموا نمطا حياتيا وحيويا مستمرا.

شجّعوا وأغدقوا الثناء على ولدآم عندما يمرّ في خبرات جديدة.

آونوا واقعيين بشأن ما بإستطاعة أولادآم القيام به في مختلف مراحل أعمارهم، لا تحضّروهم وتعدّوهم بطريقة توصلهم الى الفشل.

ساعدوا طفلكم على إتخاذ خطوات صغيرة ودعوه يختبر ويذوق طعم النجاح.

لا تنتقدوا الطفل إذا أخفق في القيام بشيء ما، بل أثنوا على الجهود التي بذلها في سبيل ذلك. حضّروا الأولاد الصغار للتغيير.

إفسحوا المجال للأولاد لكي يُشارآوا في تجارب جديدة، ولكن ليكُن ذلك حسب هواهم ونمطهم هم لا بحسب هواآم ونمطكم أنتم.