دعم النمو الإجتماعي عند طفلكم
يتعلّم الأولاد، بصورة مستمرّة، عن عالمهم وعن آيفية التفاهم مع الآخرين. إن رغبة الولد في التواصل مع الآخرين تُعطيه الإندفاع للتعلّم وتمنح الولد الثقة في القيام بتجربة أشياء جديدة وإختبارها.
إنّ النموّ الإجتماعي عند الأولاد يرتبط إرتباطا وثيقا بنموّهم العاطفي. وإن الأولاد الذين يستطيعون التحكّم والسيطرة على مشاعرهم، آالغضب أو الإنفعال والإثارة يكونون، في غالب الأحيان، قادرين على المشارآة وبصورة إيجابية في اللعب مع الأولاد الآخرين، ومفاوضة الآخرين حول الصعوبات عندما تظهر. وآذلك فإن الأولاد الذين يتفهّمون أحاسيس الآخرين يكونون قادرين، بصورة أفضل، على التحسّس بحاجات الأولاد الآخرين أثناء اللعب.
أنتم، آأهالي، تمثّلون أآثر الروابط أهميّة بالنسبة لطفلكم، وخاصة بينه وبين الآخرين في عالمهم. ويتعلّم الأولاد عن العلاقات من خلال الطرق التي تعتمدون فيها عليهم وعلى الآخرين.
يمرّ جميع الأولاد عبر مراحل متعدّدة في نموّهم الإجتماعي. وينمّي الأولاد المهارات الإجتماعية ويطوّرونها بصورة خاصة من خلال الألعاب واللعب. أما آيف يلعب الأولاد فهذا يتغيّر مع السنّ. وأثناء عمليّة نموّهم، ينتقل الأولاد من مرحلة اللعب بمفردهم الى مرحلة اللعب الى جانب الأولاد الآخرين وفي النهاية فإنهم يصلون الى مرحلة اللعب بالتعاون الوثيق مع الأولاد الآخرين.
إعرفوا ولدآم
إن الأولاد من مختلف الأعمار، والخلفيات، ومن مختلف أنواع الشخصية الخاصة لكلّ منهم، يصادفون تحدّيات مختلفة في تنميّة المهارات الإجتماعية. بعض الأولاد ينشئون الصداقات والأصدقاء بسهولة وبعضهم الآخر يفعل ذلك بسهولة أقلّ. بعض الأولاد خجولين وبعضهم الآخر منفتح نحو الآخرين. في بعض الأحيان، لا يصادف الأولاد أية صعوبة في إنماء بعض المهارات الإجتماعية ومع ذلك فإنهم يلاقون بعض الصعوبات في التعامل مع الآخرين.
راقبوا أولادآم في مختلف الحالات الإجتماعية، ولاحظوا آيف يتصرّفون. فهل يظهرون بأنهم يتصرّفون بصورة مختلفة في وضعيات إجتماعية مختلفة؟ هل يبدون وآأنهم لا يملكون الثقة بالنفس؟ هل هم بحاجة الى المساعدة لكي ينضموا الى النشاط الإجتماعي الذي يتواجدون فيه؟ ما هي الأشياء التي يقومون بها بسهولة تامّة؟ وما هي الأشياء، التي يجدونها أآثر صعوبة ؟ هذا إذا آانت هناك من أشياء تصعُب عليهم؟
تماما مثل تعلّم المشي والتكلّم، فإن إنماء المهارات الإجتماعية عند الأولاد تتطلّب هي أيضا الدعم والتشجيع والتمرين والتكرار.
طرق لمساعدة ولدآم
إخلقوا جوا من اللطف والبشاشة والسخاء في البيت. شجّعوا المشارآة وضرورة مراعاة شعور الآخرين. إصنعوا أنفسكم مثالا للتصرّف الإجتماعي الذي تريدون وتتشجعون ولدآم على أن يحتذي به. ويُمكن للإخوة والأخوات الأآبر سنا أن يساعدوا في أن يكونوا مثالا يقتدي بهم إخوتهم وأخواتهم الأصغر منهم.
أطلبوا من أولادآم القيام ببعض المهمّات المنزلية اليومية. وأقبلوا منهم المساعدة إذا عرضوا ذلك.
شجّعوا تشكيلة منوّعة من العلاقات الملائمة والمناسبة بين ولدآم والآخرين، وذلك سواء آان هؤلاء من البالغين أو من ألأولاد. ساعدوا أولادآم على أن يشعروا شعورا إيجابيا تجاه أنفسهم. لأن الشعور الشخصي الإيجابي أمرٌ حيوي جدا لنموّ إجتماعي صحّي وسليم . إدعموا أولادآم وشجّعوهم على فهم مشاعرهم الخاصة وفهم مشاعر الآخرين أيضا.
لتكن لديكم توقّعات معقولة بخصوص موضوع المشارآة. قد تكون بعض الألعاب أصعب من غيرها لكي يفهم الولد أو يستوعب فيها فكرة المشارآة، فعلى سبيل المثال: اللعبة المفضّلة لدى الولد. ففي هذه الحال ضعوا هذه اللعبة جانبا عندما يلعب الولد مع الأصدقاء. وفّروا الكثير من الفرص لكي يلعب الأولاد مع الآخرين.
إسألوا دار الحضانة أو المدرسة التي يرتادها ولدآم، عن الولد الذي يُمضي معه ولدآم مُعظم الوقت، وأعملوا على ترتيب أوقات لكي يلعبا معا.
إجعلوا مواعيد لعب الأولاد الصغار قصيرة، بسيطة ومرحة. عرّفوا الأولاد الصغار على نشاطات تُحدّد قواعدها وضوابطها بشكل واضح. ثم مدّدوا وقت لعب الأولاد تدريجيا، وقوموا بزيادة عدد الأولاد المشترآين في اللعب، و تستطيعون أن تخفّفوا قليلا من القواعد الموضوعة للعب، وذلك عندما يكبر الأولاد وتلاحظون بأنهم قد طوّروا وأآتسبوا مهارات معيّنة لضبط هذه الحالات والمواقف.